التوازن والتطابق بين القرآن والكون
التوازن والتطابق بين القرآن والكون
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه.. وبعد..
فإن لله عزّوجلّ كتابين وكونين: الأوّل (القرآن الكريم) كتاب الله المسطور، والثاني (الكون) كتاب الله المنظور، فهما متطابقان ومتناسقان لأن مصدرهما واحد، فالذي أنزل القرآن هو الذي خلق الكون والإنسان، فالقرآن يقود إلى الكون والكون يقود إلى القرآن ويفسر أحدهما الآخر، حتى قال أحد العلماء: (إن القرآن كون الله المسطور والكون قرآن الله المنظور)!!.
ولتوضيح وإثبات ما نقول في هذا التطابق بين القرآن الكون، سنذكر أمثلة:
– المثال الأوّل: (الفرقان) و(بني آدم) و(مراحل خلق الإنسان):
كلمة (الفرقان) وردت في القرآن الكريم في سبعة مواضع وهي الآيات الآتية:
1- (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (البقرة/ 53).
2- (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة/ 185).
3- (مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) (آل عمران/ 4).
4- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الأنفال/ 29).
5- (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الأنفال/ 41).
6- (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ) (الأنبياء/ 48).
7- (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) (الفرقان/ 1).
و(الفرقان) هو أحد أسماء القرآن الكريم وسمي بالفرقان لأنه يفرق بين الحق والباطل، وقد أنزله الله تعالى إلى (بني آدم) جميعاً بشيراً ونذيراً. لذلك نجد أن كلمة (بني آدم) قد وردت في القرآن في سبعة مواضع أيضاً! وذلك في الآيات السبع الآتية:
1- (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (الأعراف/ 26).
2- (يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (الأعراف/ 27).
3- (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف/ 31).
4- (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الأعراف/ 35).
5- (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) (الأعراف/ 172).
6- (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا) (الإسراء/ 70).
7- (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (يس/ 60).
علماً أن مراحل خلق الإنسان (بني آدم) التي ذكرها القرآن هي سبع مراحل، قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون/ 12-14).
وقد أثبت علم أصل الإنسان والأجنة هذه المراحل وصحتها وتطابقها مع المراحل المذكورة في القرآن، وهذه المراحل (وكما ذكرنا سابقاً) هي:
1- أصل الإنسان (سلالة من طين).
2- النطفة.
3- العلقة.
4- المضغة.
5- العظام.
6- الإكساء باللحم.
7- النشأة.
قال الدكتور (برسود) رئيس قسم التشريح في كلية الطب بجامعة منيتوبا (كندا) في بحثه الموسوم (توافق المعلومات الجنينية مع ما ورد في الآيات القرآنية) ما نصه:
(وتلتقي ملاحظات العلم الحديث مع ما ذكرته الآيات القرآنية منذ أكثر من 1400 عاماً التقاءً تاماً وتعد التسميات القرآنية في دقة وصفها دليلاً آخر على مصدرها الإلهي لخروج لذلك عن طاقة البشر في عهد النبوة. ويزيد الأمر عجبا ودهشة ذلك التتابع في الأسماء المعبرة عن كل طور والأحداث المتزامنة معها في جميع الآيات وكان من الممكن أن يختل هذا الترتيب لو صدر ذلك عن البشر لانعدام العلم الواقعي ووسائله في ذلك العصر. ولا يمكن أن يتأتى ذلك كله إلا عن علم شامل ومحيط من الله العليم الخبير!).
– المثال الثاني: (السماوات والأرضون السبع)
ينص القرآن بوجود سبع سماوات وكذلك سبع أرضين في قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) (الطلاق/ 12).
يقول صاحب كتاب (التفسير المنير) في تفسير هذه الآية: أي وخلق مثلهنّ في العدد من الأرض يعني سبع أرضين (يتنزل الأمر بينهنّ) أي يجري أمر الله وقضاؤه بينهنّ وينفذ حكمه فيهنّ. أي أن الله هو الذي أبدع السماوات السبع والأرضين السبع أي سبعاً مثل السماوات السبع يتنزل أمر الله وقضاؤة وكلمته وحكمه ووحيه من السماوات السبع إلى الأرضين السبع.
وقد وردت عبارة (سبع سماوات) في القرآن في سبع آيات أيضاً وكالآتي:
1- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة/ 29).
2- (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) (الإسراء/ 44).
3- (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (المؤمنون/ 86).
4- (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (فصلت/ 12).
5- (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) (الطلاق/ 12).
6- (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ) (المُلك/ 3).
7- (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا) (نوح/ 15).
ومن عجائب القرآن العظيم انّه قد ورد فيه أمر مراحل خلق السماوات والأرض في عبارة (في ستة أيام) في سبع آيات أيضاً! وكالتالي:
1- (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف/ 54).
2- (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (يونس/ 3).
3- (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ) (هود/ 7).
4- (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) (الفرقان/ 59).
5- (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) (السجدة/ 4).
6- (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) (ق/ 50).
7- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الحديد/ 4).
وقد ذكر الله عزّوجلّ عملية خلق السموات والأرضين بصيغ لغوية بلاغية مختلفة في سبعة أفعال أيضاً! وهي كالآتي:
1- خلق:
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) (الأنعام/ 1).
2- فطر:
(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام/ 79).
3- بنى:
(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذاريات/ 47).
4- قضى:
(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (فصلت/ 12).
5- رفع:
(اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) (الرعد/ 2).
6- سوىّ:
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة/ 29).
7- ابدع:
(بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (البقرة/ 117).
علماً أن العلم الحديث أثبت جيولوجيا (علم طبقات الأرض) انّ للأرض سبع طبقات (عدا الغلاف الجوي)، وكالآتي:
1- طبقة القشرة والطبقة المائية (Crust and Hydrosphere).
2- طبقة المانتل العلوي (Upper Mantle).
3- طبقة الأوليفيان والبايروكسين (Olivine and Pyroxene Granet).
4- الطبقة الانتقالية (Transition Zone).
5- طبقة المانتل السفلي (Lower Mantle).
6- طبقة اللب الخارجي (Outer Core) وهي طبقة الحديد والنيكل المنصهرين.
7- طبقة اللب الداخلي (Inner Core) وهي طبقة الكرة المركزية الحديدية للأرض.
كما وأن غلافها الجوي يتألف من سبع طبقات (أغلفة) أيضاً، تحيط بها وكالآتي من الأسفل إلى الأعلى:
1- طبقة الهواء (Troposphere).
2- طبقة الأوزون (Stratosphere).
3- الطبقة المتأينة الأولى (الطبقة د) (Mesosphere).
4- الطبقة المتأينة الثانية (الطبقة ف1) (F1-Thermosphere).
5- الطبقة المتأينة الثالثة (الطبقة ف2) (F2-Thermosphere).
6- طبقة غاز الهليوم (Exosphere).
7- طبقة غاز الهيدروجين (Protonosphere) وهي الممتدة بعيداً في الفضاء الخارجي.
ومن هذه المعطيات القرآنية والعلمية واللغوية المذكورة أعلاه، فلابدّ أن يكون هناك سبع سماوات وسبع أرضين! والزمان كفيل وفق التقدم العلمي فيه أن يكتشف العلماء ما قدر الله معرفته وصولاً إلى معرفة حقائق السماوات والأرضين السبع، والله أعلم.
– المثال الثالث: (السنة) و(السنة الضوئية) في القرآن:
ولما كانت المسافات الشاسعة بين الكواكب والنجوم والمجرات بالنسبة للأرض (السماوات والأرض) تقاس بالسنة الضوئية (وهي المسافة التي يقطعها الضوء في مدة سنة كاملة) فقد وردت (سنة) في القرآن الكريم في سبع آيات كريمات أيضاً (ربما لهذا السبب أو لغيره والله أعلم).
* المعجزة القرآنية في حساب السرعة الضوئية:
وقد استطاع العالم الفيزيائي أ. د. منصور حسب النبي التوصل إلى معادلة رياضية من نظام الأرض والقمر تؤدي إلى حساب الحد الأقصى للسرعة الكونية (سرعة الضوء) وذلك من التفسير العلمي للآيتين الكريمتين في قوله تعالى: (في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سنة) (السجدة/ 5). وقوله تعالى: (وانَ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سنة مِمَّا تَعُدُّونَ) (الحج/ 47). حيث وجد أن القيمة تساوي (299792,5 كم/ ثانية) وهذه النتيجة تتفق تماماً مع نتيجة سرعة الضوء المعلنة دولياً طبقاً لبيان المؤتمر الدوري للمعايير في باريس وهو: (299792.448 كم/ ثانية) وبذلك يتأكد السبق العلمي في القرآن في تحقيق صحة أهم قانون عرفته البشرية في قرن العشرين وبيان مطابقة العلوم الكونية لما ذكرته الآيات القرآنية.
وهكذا يتبين لنا العلاقة الوطيدة والتنسيق المحكم بين كتاب الله المسطور (القرآن) وكتاب الله المنظور (الكون) وكيف أن الوحي (القرآن) هو الأصل والحقيقة المطلقة وأن الكون والطبيعة بما فيها الإنسان هما الفرع وتابعين له. قال تعالى: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الملك/ 14).
المصدر: كتاب العلوم المعاصرة في خدمة الداعية الإسلامية
د. محمد جميل الحبّال