عربي Medical Errors; Historical Perspectives

administrator

Islamic Medicine
Staff member
الخطــــأ الطبــــي

التطبيب مهنة فريدةٌ ورائدة في تعاملها المباشر مع جسد الإنسان، الروح والمشاعر دون وسيط، وعليه ومن البديهي أن يُفتَرَض في الطبيب التميز بخصال وصفات متعددة ومتميزة، حيث أن المريض يتعرى تماماً من جملة الأحاسيس الذاتية ومن السواتر الخارجية أمام الطبيب، كاشفٌ عن دواخل نفسه ومكنوناته وعن غطاء جسده وحواجزها دون تحفظ ولا مواربة.
وحول هذا، ذكر إسحق بن علي الرهاوي في كتابه "أدب الطبيب" في القرن الرابع الهجري:
" إن صناعة الطب هي أشرف الصنائع، والعلم بها أقدم العلوم، ويجب أن تتقدم في المرتبة على سائر الصنائع والمهن..."
كما جاء عن محمود بن سعود بن مصلح الفارسي )710هـ) عن خصوصية مهنة التطبيب أيضاً، ومن أنها هبة ربانية بالغة التشريف " إن علم الطب أشرف العلوم بعد العلم الإلهي، لأن موضوعه بدن الإنسان....". فهي المهنة العسيرة والمستحيلة إلا لمن حُظي وأُنعِمَ بها، وليس لكل راغِبٍ فيها منال، وهي باتفاق الأقدمين واللاحقين منحة من آلاء الله تعالى، وهي علم من العلوم الربـانية أو القريبة منها أو على القـرب منه.
قال أبو الطب، أبـو قراط ) ابن إقليدس بن أبقراط الذي ولد بجزيرة كوس حوالي سنة 460 قبل الميلاد(، "لا يمكن في هذا العِلم أن يدركه عقل إنسان"
لقد تطورت وارتقت المجالات التقنية والعلمية ذات العلاقة بالطب ومهنة التـَطـبيب إبان فترة وجيزة من الزمان بخطوات واسعة عبر مراحلٍ متتاليةٍ وسريعةٍ إلى الأمام، إذ استُحدثت الوسائل والأجهزة المُعَقَدة المُسَاعدة في التشخيص والعلاج. وعلى الوجه الآخر، اجتاحت بيئة الإنسان العديد من الأمراض والعِلًل المُعاصرة المجهولة الأسباب، ما لبثت وأن شَكٌَلت تحدياً كبيراً وخطيراً، سواء في التشخيص أو في توافر العلاج الفَعٌال لدرء شرها... ويبقى العامل البشري، بخصوصيته وبصفاته المتنوعة وتميزها، وبأحاسيسه الإنسانية الخاصة والمرهفة، يُجَسد العنصر الأهم والمستوجب لأقصي درجات الإنتباهه. وقد يكون الإنسان المداوي المُعالج في بعض من الحالات، بالخطأ المباشر أو بالنسيان أو الإهمال، السبب الرئيس والمباشر في مِـحـنة وابـتـلاءات المشـاكل الطبية.
 

Attachments

  • Medical Errors.pdf
    597.5 KB · Views: 244
Top